عَذِيريَ منْ وَاشٍ بهَا لَمْ أُوَالهِ | عَلَيها، وَلَمْ أُخْطِرْ قِلاَها ببَالِهِ |
وَمنْ كَمَدٍ أسْرَرْتُهُ، فأذاعَهُ | تَرَادُفُ دَمْعٍ مُسْهِبٍ في انْهمَالِهِ |
جَوًى مُستَطِيرٌ في ضُلُوعٍ، إذا انحنتْ | عَلَيْهِ، تَجَافَتْ عَنْ حَرِيقِ اشتعالهِ |
تَحَمّلَ أُلاّفُ الخَلِيطِ، وَأسرَعَتْ | حَزَائقُهُمْ مِنْ عَالِجٍ وَرِمَالِهِ |
وَقد بانَ فيهمْ غُصْنُ بانٍ، إذا بَدَا | ثَوَى مُخبرٌ عن شَكْْلِهِ، أوْ مثالهِ |
يَسُوءُكَ إلاّ عَطْْفَ عندَ انعطافِهِ، | وَيُشجيكَ إلاّ عَدْلَ عندَ اعتدالهِ |
فَمَا حيلَةُ المُشتاقِ فيمَنْ يَشُوقُهُ، | إذا حَالَ هذا الهَجرُ دونَ احتِيَالِهِ |
حَبيبٌ نَأى، إلا تَعَرُّضُ ذَكرَةٍ | لَهُ، أو مُلمَّا طِائفاً من خَيَالِهِ |
أأُمْنَعُ في هِجْرَانِهِ منْ صَبَابَةٍ، | وَقد كنتُ صَبّاً مُغرَماً في وِصَالِهِ |
وَيأمُرُني بالصّبْرِ مَنْ لَيْسَ وَجْدُهُ | كَوَجْدي، وَلا إعلانُ حالي كحالهِ |
فإنْ أفْقُدِ العَيشَ الذي فَاتَ باللّوَى، | فَقِدْماً فَقَدْتُ الظّلّ عندَ انتقالِهِ |
تَرَكْتُ مُلاَحَاةَ اللَّئِيمِ وإِنَّما | نَصِيبي في جَاه ِالكَرِيمِ ومالِهِ |
وَلَمْ أرْضَ في رَنْقِ الصَّرَى ليَ مَوْرِداً، | فَحاوَلْتُ وِرْدَ النِّيلِ عندَ احتفالهِ |
حَلَفْتُ بما يَتْلُو المُصَلّونَ في منَى، | وَما اعتَقَدُوهُ للنّبيّ، وَآلهِ |
لَيَعْتَسِفَنّ العِيسَ، وَهْمٌ مُشَيَّعٌ، | عَنُوفٌ بها في حَلّهِ، وَارتحالهِ |
إِلى ابْنِ نَهِيكٍ إِنَّهُ انْتَسَبَ النَّدَى | إِلى عَمِّهِ،عَمَّ الكِرامِ ،وَخَالِهِ |
إلى فارِغٍ منْ كلّ شأْنٍ يَشينُهُ، | وإنْ يَشتَغلْ فالمَجدُ عِظْمُ اشتغالهِ |
عَليُّ بنُ يحيَى، إنّهُ انتَسَبَ النّدَى | إلى عَمّهِ، عَمِّ الكرَامِ، وَخالِهِ |
غَرِيبُ السّجايا ما تَزَالُ عُقُولُنَا | مُدَلَّهةً في خَلةٍ منْ خِلالِه |
إذا مَعشَرٌ صَانُوا التِّلادَ تَعَسّفَتْ | بهِ همّةٌ مَجْنُونَةٌ في ابتذالهِ |
أقَامَ بهِ، في مُنْتَهَى كلّ سُؤدَدٍ، | فَعَالٌ، أقَامَ النّاسُ دونَ امتثالهِ |
فإنْ قَصَّرَتْ أكْفَاؤهُ عَنْ مَحَلّهِ، | فإنّ يَمينَ المَرْءِ فَوْقَ شِمَالِهِ |
عَنَاهُ الحِجَى في عُنْفُوَانِ شَبَابِهِ، | فأقْبَلَ كَهْلاً قَبلَ حينِ اكْتهالِهِ |
كأنّ الجبَالَ الرّاسياتِ تَعَلّمَتْ | رَواجِحُهَا منْ حلمِهِ وجَلاَلِهِ |
وَثقْتُ بنُعْمَاهُ، وَلمْ تَجتَمعْ بها | يَدي، وَرأيتُ النُّجحَ قَبلَ سُؤالِهِ |
وَتَعْلَمُ أنّ السّيْفَ يَكفيكَ حَدَُّهُ | مُكَاثَرَةَ الإقْرَانِ، قَبلَ استلالهِ |
أبَا حَسَنٍ أنْشأتَ في أُفُقِ النّدَى | لَنَا كَرَماً، آمَالُنا في ظلالِهِ |
مَضَى منْكَ وَسْميٌّ، فجُدْ بوَليّهِ، | وَعَوّدْتَ منْ نُعماكَ فَضْلاً فَوَالهِ |
وإنّ خَرَاجي للخَفيفُ، وَلَوْ غَدا | ثَقيلاً لَما استَحسنتُ غيرَ احتمالهِ |