ادخل لتعرف من هو القسام

هل تعلم من هو هذا الرجل ؟


إنه عز الدين القسام

إننا نسمع عن كتائب القسام فى فلسطين ، لكننا لا نعلم من هو القسام الذى تتسمى الكتائب باسمه .

والغريب أن اسمه قد ارتبط بفلسطين، رغم أنه ليس فلسطينياً .

فمن هو عز الدين القسام ؟



ولد عز الدين القسام عام 1882 فى قرية "جبلة " الساحلية السورية ، ورحل إلى مصر فى شبابه ، ودرس فى الأزهر ، وكان من تلاميذ الشيخ محمد عبده ، ثم عاد إلى بلاده .

وفي سنة 1920 دخلت الجيوش الفرنسية إلى سوريا ، فقاومها السوريون مقاومة عنيفة ، لكنهم لم يتمكنوا من وقفها ، و اشتعلت الثورة ضد الفرنسيين فى مختلف المدن السورية ، وشارك القسام مشاركة فعالة في الثورة، وشعرت السلطات الفرنسية بخطورته فحاولت استمالته إليها ، لكنه رفض ، وأرادوا التخلص منه ، فحكموا عليه بالإعدام .

لكن القسام تمكن من الهرب إلى فلسطين عام 1922، وكانت فلسطين وقتها تحت الانتداب الانجليزى ، واستقر فى مدينة حيفا الساحلية .

وفى حيفا ارتبط بمسجد يعرف باسم مسجد الاستقلال ، وكان يعمل فى دأب وصمت ، وجمع بين عدد من الوظائف مكنته من التعامل مع مختلف فئات الناس؛ فهو واعظ فى المسجد ومأذون شرعى ، كما أنه رئيس لجمعية خيرية ..


وفى كل موضع يتواجد فيه كان لا يمل من ترديد آيات الجهاد والاستشهاد .

ومنذ عام 1925م بدأ يعمل على تكوين مجموعات سرية من الشباب المسلم الذى جمعته الرغبة الصادقة فى الجهاد .

ورغم أن هناك ثورة قد اشتعلت فى مدن فلسطين وقراها عام 1929 عُرفت باسم ثورة البراق ، إلا إنه لم يشارك فيها حتى لا ينكشف أمره قبل أن يكمل استعداده ، فقد كان يرغب فى القيام بثورة كبرى هدفها تكوين حكومة عربية لفلسطين تمنع قيام وطن قومى لليهود فى البلاد ، وتصف الشعب خلفها للنضال ضد المحتل الإنجليزى ، والطامع الصهيونى .



وفى نوفمبر 1935 باع القسام بيته فى حيفا ، وباع أصحابه حلى زوجاتهم ، واشتروا رصاصاً وبنادق ، وودعوا أهلهم ، ثم تجمعوا فى المناطق الجبلية قرب حيفا وكل منهم يحمل مصحفه فى جيبه .

وكانت خطة القسام أن يهاجم مدينة حيفا ، ويحتل دوائر الحكومة ومراكز الشرطة والميناء ، ويقوم رجاله بنفس العملية فى المدن الأخرى ، وبعد أن يستتب له الأمر يعلن قيام الحكومة العربية .

وسارت الخطة فى مسارها المرسوم ، لكن الله عز وجل قدر –وقدره لا يُرد - أن مناضلاً من رجال القسام غلبه الحماس فأطلق النار على شاويش يهودى فقتله ، فانكشف أمرهم قبل أن ينقضى أسبوع من بداية التجمع .

وطوقت القوات البريطانية القرى التى كمن فيها القسام ورجاله ، ودارت معركة غير متكافئة ، إذ كان يقابل كل مناضل منهم أربعون من الجند تساندهم الطائرات الاستكشافية .

وهكذا استشهد الشيخ عز الدين القسام ، وعدد من رجاله البواسل فى قرية " يَعبَد " التابعة لقضاء –محافظة- جنين .

ورغم أن أغلب رجال القسام استشهدوا أو أصيبوا ، إلا إن عدداً منهم استطاع الهرب ، وانطلقوا لإتمام الرسالة الجهادية التى تعلموها على يد شيخهم المجاهد .

وفى تحدٍ سافر للقوات البريطانية الغاشمة قام أهالى حيفا بتشييع الأبطال فى مواكب شعبية مهيبة مجللة بالأعلام .

وخرجت جماهير الشعب الفلسطيني لتشيع جثمان الشهيد واصحابه، وتحولت الجنازة مظاهرة رشقت قوات الاحتلال الإنجليزي بالحجارة، و هتفت بسقوط الاستعمار و الوطن القومي اليهودي الذي قرروه في وعد "بلفور" 1917م،

وقد نُعى الشهيد عز الدين القسام وصحبه من مآذن المسجد الأقصى ومساجد فلسطين ، وصلى الناس عليه فى كل مكان صلاة الغائب .


أما الذين هربوا من رجال القسام ، فقد أعادوا تنظيم أنفسهم لتبدأ سلسلة من العمليات المسلحة بعد استشهاد القسام بعدة أشهر ، لتستمر المناوشات بين رجال القسام وغيرهم مع الإنجليز حتى انفجر بركان ثورة استمرت لثلاث سنوات ، وهى التى تعرف باسم " الثورة العربية الكبرى "

وقد دفن الشيخ القسام فى بلدة الشيخ ، قرب حيفا .

وفى عام 1948 قامت العصابات الصهيونية بهدم بلدة الشيخ وطرد أهلها منها، وأقاموا على أنقاضها مستعمرة (نيشير).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موضوع رائع و يستحق الشكر حقا