مهرجان الأهفار في سهرته الرابعة

مهرجان الأهفار في سهرته الرابعة
خيمة ''أقنار'' تستقطب محبي السينما والغناء



حملت الطبعة الثانية من المهرجان الدولي لفنون الأهفار، في يومها الخامس رحالها إلى بلدة ''أقنار'' التي تبعد 10 كلم عن عاصمة الولاية، لمواصلة الجزء الثاني من الفعاليات الاحتفالية التي تمتد
إلى غاية 17 جانفي الجاري، فأضاءه أحفاد ''بابا مرزوق'' من بسكرة، إضافة إلى المغني جوبا توري.
كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء، عندما بلغنا ''أقنار'' لحضور الافتتاح الرسمي للجزء الثاني من فعاليات المهرجان، تراءت لنا من بعيد خيم بيضاء وأخرى تقليدية، شكلت حلقة تنتهي عند منصة كبيرة، هيأت لاحتضان العروض الفنية الموقعة من قبل فرق جزائرية وأخرى إفريقية.
فتحت خيمة عصرية كبيرة الحجم ستائرها، في أول يوم من التظاهرة بأقنار، فكان الحضور على موعد مع بث شريط وثائقي حول المهرجان الثقافي الإفريقي 1969 على شاشة العرض الكبيرة، تلاه مباشرة عرض فيلم ''باناف .''2009
وأقبل على مكان العرض أطفال وشباب، اكتشفوا الحدث لأول مرة، رغم مرور سنتين على تنظيمه بالعاصمة. كما برمج المنظمون سلسلة من الأفلام المعروفة منها ''الدار الصفراء'' لعمر حكار، ''مسخرة'' للياس سالم، ''نهر لندن'' لرشيد بوشارب. واستهلت السهرة الفنية مع عازفة الإمزاد ''شتيمة''، حيث بعثت على آلتها التراثية لحن الصحراء، وأماطت اللثام عما تعلمه لأبنائها من صفات الصبر، والسكون والتأمل في الطبيعة، دون إكثار الكلام، فتابعها الجمهور بدوره في هدوء وسكون، وكأنه بذلك يقول لسيدة الإمزاد الأولى في الجزائر: نحن نحترم ونحب صبرك وحياءك، أمام تلك الآلة العريقة. وأعاد أعضاء فرقة ''الفردة'' تقديم عرضهم أمام جمهور آخر من ولاية تمنراست، واكتشفوا شغف أهالي المنطقة بالتعرف على الطبوع الموسيقية الجزائرية المتنوعة، ما بث الحماسة فيهم، ليؤكدوا مرة أخرى جدارتهم في الفنية، كاسبين تفاعل الجمهور مع أغانيهم المقدمة. وأمتعت فرقة ''بابا مرزوق'' العريقة بدورها، القادمة من عروس الزيبان بسكرة، الجمهور الحاضر بمجرد دخولها، وهي الفرقة التي تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي. إلا أن تشكيلتها اليوم شبابية بطاقة متجددة وحية.
وقدم أحفاد ''بابا مرزوق'' باقة غنائية أرقصت الجمهور، على وقع إيقاعاتها الخفيفة، الموقعة بـ''شكوة ستيتي''، ''القرقابو''، ''الطبلة''، ''الكركوتو''، ونذكر منها: ''عزيز الوالي''، ''خضرا''، ''مولاي عبد القادر''، ''الله يهديك يا السمرة''، إضافة إلى ''دوقا دوقا''، و''من صغري نحوس البرور''.

المصدر : جريدة الخبر اليومي 16 جانفي 2011